Tuesday, February 8, 2011

وائل غنيم لمصراوي: النظام يحاول تشويه سمعة شباب ثورة التحرير بالحرب النفسية


وائل غنيم لمصراوي: النظام يحاول تشويه سمعة شباب ثورة التحرير بالحرب النفسية
كثيرون من ثاروا منذ اندلاع تظاهرات الغضب، في كافة أنحاء أم الدنيا، إلا أن غالبيتهم ربما لاعلاقة لهم بالعالم الافتراضي، ولا يهمهم من أطلق الشرارة الأولى التي جعلت المصريين رجالاً ونساءً.. شباباً وشيوخاً.. مسلمين ومسيحيين، يهبوا من سباتهم العميق، وينتفضوا على نظام أحكم سيطرته بقبضة البوليس على كافة مناحي الحياة.. وكان لزاماً علينا أن من منطلق "إعطاء كل ذي حقٍ حقه"، أن نسعى لتعريف هؤلاء بذلك الشاب المصري وائل غنيم الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى بطل شعبي، ورمزٍ وطني، وصار اسمه على كل لسان من مشرق المحروسة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها..
 ذهبنا إلى وائل غنيم، المؤسس والقائم على صفحة "كلنا خالد سعيد"، التي كانت وراء الدعوة لتظاهرات الغضب "السلمية" التي حولتها عصا الأمن إلى احتجاجات واعتصامات دخلت يومها الخامس عشر، إلى منزله بعد الإفراج عنه بأقل من 24 ساعة، لنحاوره ومحاولة معرفة خططه في الفترة المقبلة، وحقيقة اختطافه وأي جهة اختطفته.. وغير ذلك من المعلومات عن تظاهرات الغضب.
بداية.. ما الذي عرفته منذ أن تم إطلاق سراحك حتى الآن؟
سمعت وعرفت معلومات كثيرة، منها على سبيل المثال أن الموجودين في ميدان التحرير حالياُ ليسوا بمصريين، ومعهم "باسبورتات أمريكية" ويأكلوا "كنتاكي"، على الجانب الآخر سمعت آخرين يقولون إن الشباب المعتصمون شباب مصري ووطني، ويطالب بحقوق مشروعة له، بصورة سلمية بعيدة عن أعمال العنف والتخريب.
وما ردك على تلك الاتهامات التي تنسب لهؤلاء الشباب؟
نحن الآن دخلنا في حرب نفسية، وتصفية حسابات مع النظام، بهدف تشويه سمعة ثوار التحرير الشرفاء، وأنا بالطبع أميل لوجهة النظر التي تقول إن شباب التحرير شباب وطني محب لبلده مصر، وكلنا يعلم تمام العلم أن هناك من يقول أن شباب جماعة الإخوان المسلمين هم من نزلوا يوم 25 يناير، وأنا أوكد أن من نزلوا يوم الثلاثاء 25 يناير هم شباب الفيس بوك، وأن نسبة شباب الإخوان لا تمثل سوى من 20% أو 15% من جملة الشباب الذي نزل في أول ايام الغضب.
وكيف ترى المرحلة المقبلة ؟
هذه المرحلة لا تتطلب سوى تكاتف كافة طوائف الشعب بغض النظر عن الاطياف السياسية والانتماءات الحزبية، لتكون مصلحة البلد هي الأعلى، وعلى الجميع أن يضع المصالح والأهواء الشخصية جانباً، وأحب أن أؤكد أن هذه المرحلة لا مكان فيها للعواطف إنما العقل هو الذي سيكون له الكلمة العليا، وأنا انفعلت وبكيت بالأمس لأني لم أكن أعلم بتفاصيل التظاهرات، فطوال الـ 12 يوم كنت منعزلاً عن العالم الخارجي تماماً.
صف لنا كيف كنت تقضي أوقاتك طوال مدة الاعتقال ؟
لا أعلم الجهة التي اعتقلتني بالضبط، ولا المكان الذي كنت محتجزاً فيه، وطوال الوقت كنت معصوب العينين وأجلس في حجرة على سرير، وعند التحقيق كان يتم استدعائي من قبل أحد الضباط.
كم مرة تم التحقيق معك خلال مدة اعتقالك؟ وهل تعرضت لأي أذى حسدي؟
تم استجوابي أربع أو خمس مرات في الـ 12 يوم. وبالنسبة للمعاملة، كانت محترمة ولم أتعرض لأي تعذيب أو ضرب أو أي شيء من هذا القبيل، بل على العكس رأيت وجه الضباط الذين كانوا يحققون معي، وأظن انهم حصلوا على آذن بأن أطلع على وجوههم. وكانوا يحصلون على كل ما يريدون معرفته بطريقة احترافية ويخرجوا كل ما عندك دون أن تشعر.
وما هي طبيعة الأسئلة التي تم طرحها عليك؟
لا تعليق!!!
وما هو انطباعك عن الأسئلة، وطريقة طرحها عليك؟
أظن أن هؤلاء الناس كانوا لديهم هدف محدد، هو أن جهة ما "خارجية" تقف وراء تلك الأحداث ويريدون معرفتها، وأن لديهم انطباع بأن هناك مخطط خارجي، وأن التظاهرات ليست عفوية وجاءت مصادفة، عن طريق دعوة على فيسبوك، هذه كانت المشكلة الأولى، أما المشكلة الثانية فكانت أن لديهم انطباع راسخ بأن هناك أطراف خارجية لها يد في هذه الثورة، أما ساهمت في التخطيط لها أو دعمتها بشكل ما.
وكيف واجهت كل هذه الاتهامات؟
أولاً كل هذه الاتهامات تم تفنديها، وبالدلائل، وإن لم أكشف عنها إلا أنني فندتها وأثبت عدم صحتها، وأن ما حدث جاء بشكل عفوي، دون ترتيب مسبق، فعلى سبيل المثال كنا في وقفة أمام دار القضاء العالي ولا نعرف إلى أين سنتجه، وكان جزء من شكهم فيّ، هو أن تليفوني المحمول عليه مكالمات دولية كثيرة، وأرقام من كافة دول العالم، إلا أنني أوضحت لهم أن طبيعة عملي تحتم علي التواصل مع أشخاص من كل الجنسيات.
وها تفهم المحققون وجهة نظرك، وردودك على اسئلتهم؟
بالطبع كان هناك تفاهم كبير من جانبهم، وأذكر أننا كنا في آخر مرة نتعامل مثل الأخوة، وذاد اقتناعهم بعدم وجود أطراف خارجية وراء الموضوع كله، إلا أنهم أخذوا يسألوا عما أذا كان هناك استغلال يحدث أم لا.
ولماذا لم يتم الافراج عنك فور انتهاء التحقيق؟
أظن أنهم كانوا يتصورون أنني لو خرجت فسأعمل على "تهييج الدنيا"، حتى أنني اعتقدت أنني لن أخرج مرة أخرى..
كيف ترى الأمور حالياً؟
أنا شخصياً أرى أنه لا يوجد "شخص معه اللجام"، بمعنى أنه لا يوجد قائد للشباب في ميدان التحرير، وقلت هذا لوزير الداخلية اللواء محمود وجدي، ووجه لي التحية على موقفي وقال أنت شخص منصف، بغض النظر عن موافقي لك فيما تقوله أم لا".. وأنا ليس لدي موقف أو رؤية شخصية للأمور، وأرى أن الموقف يجب أن يتم اتخاذه بناء على رأي الجميع، وليس لدي أي تقييم محدد حتى الآن، وأهم ما شيء في الوقت الحالي هو أن "مصر فوق الجميع"، وهذا ليس وقت المكاسب الشخصية، فهناك كثيرون تعبوا واعتقلوا وآخرين اصيبوا وشهداء وقعوا في الظاهرات، ولا يصح أن يستخدم أحد كل هذا لتحقيق مصلحة شخصية، وأرى أن كل السيناريوهات التي تم تصورها جوفاء ولا جوهر لها.
وماذا عن الانقسامات الحاصلة بين القوى الشبابية ؟
أظن أن على الجميع توحيد الصف والهدف، وأن خوفهم حالياً نابع من أن يأتي أحد الأحزاب أو القوى السياسية ويستغل الأمر لصالحه..
كيف ترى التغييرات التي حدثت حتى الآن؟
أنا كوائل الشاب المصري العادي، لم أكن في الشارع ولا يوجد أحداً من أقربائي طاله أذى، أو استشهد، وكأدمن خالد سعيد صاحب دعوة تظاهرات الغضب لا يحق لي التحدث باسم الناس، لابد من الجلوس معهم والاتفاق على كافة المطالب.
هل كان هناك سقف لمطالبكم؟
في البداية كان هناك سقف، وكان هناك في أول مطالب هي الحد الأدنى للأجور، وإعانة بطالة، وتعديل الدستور بحيث لا يحق للرئيس ترشيح نفسه، أو توريث للسلطة، وحل مجلس الشعب أو على الأقل النظر في الطعون الانتخابية المقدمة ضد الأعضاء، وإلغاء قانون الطوارئ وإقالة وزير الداخلية.. وكنت أتمنى أن يخرج علينا الرئيس ليل الخميس، ويقول "ياولاد أنا موافقكم على مطالبكم".
وكيف ظهر فجأة في الشارع مطلب "رحيل الرئيس مبارك"، ليتصدر مطالب التظاهرات؟
أظن أن الناس عندما وجدت الأعداد كبيرة، قالت لما لا نعلو بسقف المطالب، وكانت أو الهتافات "يحيى الشرطة ويا الشعب"، "سلمية.. سلمية"، "حرية.. حرية.. كرامة.. انسانية"، أما هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" فظهر حوالي الثامنة ليلاً عندما بدأ الشماريخ تشتعل.
وماذا عن المعتصمين في ميدان التحرير، وتعطيل الحياة في القاهرة؟
من حقهم التظاهر والتعبير عن مطالبهم طالما كانت في إطار سلمي، دون وقوع أي أضرار. وأكثر ما يضايقني هو أن مصر في خطر، وخطر حقيقي، ولابد من الجلوس مع القيادات السياسية "الحكومة الموجودة"، وعرض المطالب بعد توحيدها.. فلو تم توحدي المطالب والهدف، فسيتوحد الناس، ففي يوم 25 يناير توحد المصريين، وكان العلماني جنباً إلى جنب مع الملتحي، والمسلم مع المسيحي، والغني مع الفقير.. رأينا الشعب المصري بكل طوائفه يلتف حول هدف واحد.. والمشكلة الموجودة الآن هي عدم وجود هدف واحد، وعندما يتم تقديم عرض مقنع لأغلبية الناس، يشعرهم بأنه يعبر عن مطالبهم، سترى أضعاف اضعاف الذين نزلوا يوم 25 يناير.
ما الحديث الذي دار بينك وبين الدكتور حسام بدراوي؟
أولاً لابد أن أشير إلى أن الدكتور حسام بدراوي تحدث معي عن مشروعية مطالب الشباب.. وأن الحزب الوطني انهار، وأن كثسرون في النظام فقدوا مصداقيتهم..
ما هي الخطط المطروحة للفترة المقبلة. 
ليس عندي أي خطط نظراً لعدم معرفتي بأي تفاصيل عن المظاهرات وما جرى فيها منذ أن تم اختطافي؛ وأنا الآن في انتظار مجموعة من شباب التحرير لنذهب معا للميدان ونجلس سوياً لنرى كيف ستكون الخطط في المرحلة المقبلة.
بقى أن نشير أن وائل غنيم رفض التحدث لأكثر من وسيلة إعلام غربية، مثل القناة الرابعة للتلفزيون البريطاني، وجرائد أمريكية مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ولو انجلس تايمز وغيرها من الجرائد الغربية الأخرى، إيماناً منه بأن هذا شأن مصري داخلي ويجب علاجه داخل الحدود المصرية. 

Read more In Mega fm Read health news health big social network social network ميجا اف ام هيتس اف ام ستار اكاديمي 8 star academy 8

No comments:

Post a Comment